القائمة الرئيسية

الصفحات

مراجعة رواية الجريمة والعقاب للأديب الروسى ديستوفسكي

 

مراجعة رواية الجريمة والعقاب للأديب الروسى ديستوفسكي

عادة ما تدور أحداث روايات الجرائم حول معرفة ملابسات الجريمة، أو مُرتكب الجريمة، لكن رواية "الجريمة والعقاب" للأديب الروسى "ديستويفسكى" لا تجرى أحداثها وتفصيلها فى ساحة الجريمة، ولكن تدور الأحداث فى إطار نفسية المجرم، فى رواية الجريمة والعقاب سوف تعيش مع المجرم تفاصيل وأحداث الجريمة وستكون الشاهد الأوحد على الأحداث على الأقل فى السطور الأولى من الرواية.

 

يتتبع ديستويفسكى فى رواية الجريمة والعقاب حياة المجرم ونفسيته وأفكاره، فى إطار نفسى عقلى، فى واحدة من أشهر كلاسيكيات الأدب العالمى. لن يكون السؤال فى هذة الرواية عن وجود جريمة أم لا فنحن نعرف بوجود الجريمة من البداية حتى من خلال عنوان الرواية، ولن تكون أحداث الرواية حول معرفة هوية القاتل فنحن نعرفه من البداية أيضاً، ونعرف كيف أرتكب الجريمة وكيف خطط لها.

 

بطل الرواية هو "راسكولنيكوف" طالب جامعى ترك دراسته لفقره ويعيش فى غرفة صغيرة فى مدينة بطرسبيرج، من هنا تبدأ رسم الدوافع التى تسببت فى حدوث الجريمة وكيف طرأت هذة الفكرة فى البداية فى رأس "راسكولينكوف" وكيف كان يرى بشاعة هذة الفكرة حيث أنه من شدة إستنكاره للفكرة لم يجرأ على التفوه بها مع نفسه، ولذلك لم نعرف فى البداية ما يسعى له، كل ما نعلمه فى هذة المرحلة هو أن هناك فكرة بشعة يحاول أن يطردها من ذهنه.

 

يُظهر لنا "ديستيويفسكى" منذ البداية كيف ظهرت فكرة الجريمة فى نفسية المجرم بصورة مُنكرة، ثم يأخذنا إلى مجموعة من الأحداث والمشاهد التى تحاول أن تُظهر الدافع وراء إرتكاب الجريمة، بتصوير حياة المجرم قبل وأثناء وبعد إرتكابه الجريمة.

 

سنجد فى البداية أن "راسكولنيكوف" شخص منطوى على نفسه لا أصدقاء له بإستثناء شخص واحد. لا يزور أحد من زملائه الذين درسه معه فى الجامعة، ولا يستقبل أى أحد، ولا يشارك حتى فى المناقشات والأجتماعات.

يتبنى بطل الرواية "راسكولنيكوف" فكرة إشتراكية وهى التى تدور حولها احداث الرواية، وهى أن هناك العديد من الأُسر والأفراد المُعدمين الذين لا يملكون المال الكافى لعيش حياتهم وهناك إمرأه عجوز مُرابية تملك من الذهب والمال ما يكفى لتحسين حياة هؤلاء، فلماذا لا تُقتل هذة المرأة فى مقابل أن يسعدوا بأموالها ويعيشوا حياة أفضل.

 

وهذة الفكرة الإشتراكية التى كان يعتمد عليها راسكولينكوف فى تبرير عملية القتل، كما كان يرى انه يمكن تقسيم البشر إلى نوعين نوع لا يملك الحق فى مخالفة القانون، وخارقين يملكون الحق فى إختراق القانون إذا تطلب منهم الأمر ذلك بهدف تحقيق العدالة، مستشهداً على ذلك بأشخاص مثل نابليون وغيره من الذين غيروا فى مجرى البشرية.

تركز الرواية بشكل كبير على إبراز نفسية المجرم بمنتهى الدقة فى كل حدث من أحداث الرواية، قبل إرتكاب الجريمة وأثناء إرتكابها، وبعد إرتكابها، يوضح لنا لحظات الشك والخوف والإرتباك.

 

أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات