القائمة الرئيسية

الصفحات

عقلية المليونير | كيف تبنى ثروة من الصفر؟

 

عقلية المليونير | كيف تبنى ثروة من الصفر؟

كثير منا يسعى دائماً للثراء والأستقلال المالى ويبحث كثيراً عن الطرق التى تمكنه من الوصول إلى هذا الحلم، من المؤكد أنك نظرت فى يوم من الأيام لأحد الأثرياء وسألت نفسك كيف وصل هذا الشخص إلى تحقيق هذة الثروة، وهل كانت مجرد ضربة حظ أم هناك خطوات وأليات أتبعها هذا الشخص لتحقيق هذة الثروة.

 

دون أى شك فأن أصحاب الثروات العصاميين الذين بنو أنفسهم من الصفر دون أى مساعدة، لم يصلوا إلى هذا بالحظ ولكن كان هناك طرق وأساليب مكنتهم من تحقيق الثراء. تختلف عقلية الشخص الثرى عن أى الأشخاص أخر، فهو دائماً لديه فهم وإدراك لأليات بناء الثروة بالإضافة لوجود الإنضباط والعزم الكافى لتطبيق هذة الأليات.

 

فى عام 2006 كُتبت دراسة بحثية على يد أثنين من كبار مستشارى الثروات فى أمريكا، حاولوا من خلالها معرفة السمات التى يتميز بها المليونيرات العصاميين عن غيرهم من أفراد الطبقة المتوسطة، وكانت لهذة الدراسة نتائج مزهلة، فعلى سبيل المثال، اغلبية أفراد الطبقة المتوسطة كانوا دائماً يعتقدون أن بذل الجهد والعمل على شئ تحبه هو ما سيحقق لك الثراء، على الجانب الأخر كان يرى أكثر من 98% من المليونيرات أن هذا الكلام غير دقيق على الإطلاق.

 

فأن إتباع الشغف أو العمل على شئ لمجرد أنك تحب هذا الشئ ليس ضماناً لتحقيق الثروة. وهذا ينقلنا إلى سؤال، ما الذى يميز عقلية الشخص المليونير عن غيره من أفراد الطبقة المتوسطة ؟، وما هى أبرز الطرق والأساليب التى يستخدمها المليونيرات فى تكوين ثرواتهم؟، وهل تحقيق الثروة يتطلب بالضرورة حصول الشخص على درجة عالية من التعليم؟.

 

فى عام 1964م أمتلك شخص يدعى روبرت تايلر مبلغ ثلاث ألاف دولار وكان هذا المبلغ هو كل ما يملك، فقرر تايلر أن يُنشئ شركة صغيرة بهذا المال تعمل فى مجال الصابون ومستحضرات التجميل، حققت شركة تايلر نجاحاً على المستوى المحلى، وفى عام 1977م أكتشف تايلر ان الأمريكان يعانون من أستخدام الصابون الصلب سواء فى المنازل أو فى المكاتب والشركات، ومن هنا أتت لتايلور فكرة أستخدام الصابون السائل بدلاً من الصابون الصلب، ولم يكن الصابون السائل فى هذا الوقت من إختراع تايلر بل كان موجود من عشرات السنين، ولكن تايلر هو من فكر فى وضع الصابون السائل فى عبوات بلاستيكية لها مضخة من الأعلى عند الضغط عليها يسيل الصابون.

 

بدأ تايلور فى تطوير هذة الفكرة وأنشاء تركيبة جديدة من الصابون خاصة بشركته وأصبح جاهز إلى أن ينتج كميات كبيرة من الصابون ويبدأ فى توزيعه ونشره على نطاق واسع، ولكن تايلر كان يأجل هذة الفكرة حيث كان يرى أن مع ظهورها ستبدأ الشركات الكبرى بتنفيذها وعمل النموذج الخاص بها وستغزوا منتجاتهم جميع المتاجر بسبب قوة الأمكانيات الإنتاجية والتسويقية لهذة الشركات على عكس شركته الناشئة.

 

كان تايلر فى هذة الفترة فى حيرة كبيرة ما بين أن يأخر هذة الفكرة فيمنع نفسه من تحقيق مكاسب كبيرة، أو يقوم بنشرها فتبدأ الشركات الكبرى فى تنفيذها ويخسر القيمة التنافسية التى تميزه عن هذة الشركات، خصوصاً أنه كان لا يملك حق لمنع هذة الشركات من تنفيذ الفكرة فهو فى الأساس لم يخترع شئ جديد فالصابون السائل والعبوات ذات المضخات موجودة من قبل ولكن هو من أعاد إستخدامهم بشكل مختلف.

 

مع أستمرار البحث والتفكير قرر تايلر ان يقوم بمجازفة كبيرة ولكنها محسوبة، وهى ان يقوم بشراء حق صناعة الزجاجات ذات المضخات من الشركات المُصنعة والتى لم تكن كثيرة فى هذا الوقت، فأصبح يملك كامل إنتاج هذة الشركات، بعدها أطلق تايلر فكرته فى الأسواق وكما توقع حققت هذة الفكرة نجاح كبير ولقت أستحسان من الشعب الأمريكى، مما جعل الشركات الكبرى تبدأ فى تنفيذ التركيبات الخاصة بها للسيطرة على حصة أكبر من هذا السوق الجديد، ولكن فخ تايلر الذى قام به قبل إطلاق الفكرة بشراء كامل إنتاج العبوات البلاستيكية ذات المضخات عطل الشركات الكبرى فترة تصل إلى 18 شهر والتى كانت كافية لتايلر لكى يحصل على ولاء المستخدمين ويصنع أسم قوى للبراند الخاص به.

 

اقرأ أيضاً: أسباب الكسل والتسويف وطريقة التغلب عليهم لتحقيق النجاح


فى هذة القصة نرى عدد من أهم الميزات التى تميز عقلية المليونيرات عن غيرهم من الأشخاص، ومنها إمتلاك حصة ملكية فى عمل تجارى، وهى أن يكون لديك القدرة على استثمار مدخراتك فى مشاريع تحقق لك الثراء بدلاً من تركها فى البنوك، حيث يرى الأثرياء أن الأدخار ليس الشئ الذى يمكنك من تحقيق الثروة ولكن ما يحقق لك الثروة هو كيف تستغل هذة المدخرات لجلب مزيد من المال.

 

والألية الثانية التى توضحها قصة تايلر هى أهمية تكوين العلاقات، حيث ان خطوة تأمين الإنتاج كانت تتطلب من تايلر شراء كافة الزجاجات الموجودة فى السوق وهذا الأمر كان يتطلب مبلغ 12 مليون دولار، وهذا الأمر كان يتخطى قدرة تايلر المالية فى هذا الوقت، ولكن ما ساعده هو تكوين مجموعة من الصداقات مع مستثمرين الذين أمدوا بالمال اللازم للوصول إلى هدفه.

 

الألية الثالثة من الأليات الذى  يتبعها المليونيرات هى تعين الكفاءات لإنجاز بعض المهام التى لا يملكون القدرة على تنفيذها أو لا يملكون الوقت لإنجازها مقابل مال يعطونه لهولاء الأشخاص، على عكس كثير من الأشخاص العادين الذين يفضلون إنجاز جميع أمور البيزنس الخاص بهم بأنفسهم حتى وأنلم يكن لديهم الخبرة الكافية، وهذا ما قد يؤثر بشكل سلبى على البيزنس الخاص بهم ويعرضهم لخسائر كبيرة.

 

النقطة الأخيرة والتى تعتبر أهم ما يميز عقلية المليونيرات عن غيرهم، هى إيمانهم الشديد بأن المحاولات الفاشلة التى تعرضوا لها من تجاربهم السابقة هى المعلم الأساسى والفارق الجوهرى فى نجاحهم وتكوين ثرواتهم، حيث يعتبرون أن الإخفاقات التى عانوا منها فى الماضى هى السبب فى نجاحهم اليوم. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات