القائمة الرئيسية

الصفحات

أسباب الكسل والتسويف وطريقة التغلب عليهم لتحقيق النجاح

 

أسباب الكسل والتسويف وطريقة التغلب عليهم لتحقيق النجاح


 

من الأقوال القديمة جداً والمشهورة "لا تأجل عمل اليوم إلى الغد" لابد وأنك سمعت هذة الجملة فى أكثر من مناسبة وبأكثر من صيغة، ولكن يقع كثير منا دائماً فى دوامة التسويف وتضيع الوقت رغم المحاولات الشديدة التى نقوم بها لعدم الوقوع فى هذا الفخ من خلال وضع الجداول التنظيمية و وضع خطط لإدارة الوقت وخرائط تقسيم المهام وغيرها من الطرق.

 

نضع جميعاً فى بداية كل عام على سبيل المثال جداول وخطط لإدارة الوقت لإنجاز عدد من المهام والمشاريع، فمنا من يضع جدول لمساعدة على تقسيم المواد الدراسية، ومنا من يقرر أن يتعلم أشياء جديدة، ومنا من يضع لنفسه أهداف يريد ان يحققها فى فترة معينة، ونكون متحمسين بشكل كبير جداً فى بداية الأمر لأنجاز كل هذة الأمور، ولكن ما الذى يحدث بعد ذلك ؟!

 

يعد التسويف والكسل أفة من أفات هذا العصر، وأكثر من 80% من الأشخاص الذين يخططون لإنجاز مشاريعهم الخاصة لا يستمرون لبلوغ هذا الهدف. من المشكلات التى تواجة كثير من الأشخاص هى عدم إنجاز المهام المطلوبة منهم أو الأهداف التى وضعوها لأنفسهم فى الوقت المناسب، ونتيجة لذلك يحدث تدهور فى الإنتاجية وعدم تطور مما يؤدى إلى الفشل والخسارة.

 

لماذا نأجل أعمالنا ونكون دائماً فى حالة تسويف وكسل مُستمر ؟

 

فى أواخر الستينات وتحديداً فى الفترة ما بين 1968م إلى 1968م، كان الدكتور الأمريكى جورج أكرلوف الحاصل على الدكتوارة فى الأقتصاد يعيش فى الهند، فى هذة الفترة كان يعمل أستاذ فى المعهد الأقتصادى، وفى أحد الأيام زاره صديقه الأمريكى جوزيف ستجلز الفائز بجائزة نوبل فى العلوم الأقتصادية، بعد جولة زار فيها ستجلز عدد من الأماكن السياحية فى الهند، واثناء وصوله  إلى المطار للعودة إلى أمريكا، قام رجال الجمارك فى المطار بمنعه من المرور وقاله له أنه لابد أن يترك بعض الحقائق التى كانت معه بحجة أنها كثيرة ولا يمكنه أن يصعد إلى الطائرة بهذا الوزن الزائد.

 

بالفعل ترك ستجلز أحد الحقائب التى كانت معه لصديقه أكرلوف وأتفق معه أن يقوم بإرسالها على عنوانه الخاص فى أمريكا. من هنا تبدأ قصتنا عن الكسل والتسويف، كان أكرلوف كل يوم يقرر أن يذهب لإرسال الحقيبة إلى صديقه ولكن لإعتقاده بأن أجراءات الشحن ستأخذ وقت كبير بسبب البيروقراطية الهندية، وأستمر أكرلوف على هذا الوضع من التأجيل حتى أرسل الحقيبة إلى صديقه مع أحد المسافرين من الهند إلى أمريكا.

 

 

لقد ذكرنا هذة القصة لكى نوضح أن الكسل والتسويف ليس له علاقة بذكاء الشخص او مدى تعليمه، فها نحن أمام شخص حاصل على جائزة نوبل فى الأقتصاد ولكن عانى من التسويف والكسل مدة ثمانية أشهر حتى ارسل الحقيبة إلى صديقه.

 

هذة القصة ذكرها دكتور أكرلوف بنفسة أثناء عرضه ورقة بحثية بعنوان "التسويف والطاعة" أمام أعضاء الجمعية الأقتصادية الأمريكية، ويعتبر هذا البحث السبب الرئيسى فى أهتمام علماء الأقتصاد وعلماء النفس بمشكلة التسويف. ومنذ ذلك الوقت قام عدد كبير من العلماء و من ضمنهم دكتور أكرلوف بالبحث حول هذة الظاهرة وفهم أسبابها.

 

 

ما هو التسويف وما الفرق بين التسويف وحالات التأجيل الأخرى ؟

 

يقول "فرانك ويبر" الأستاذ فى جامعة زيورخ للعلوم التطبيقية فى كتابه "سارق الوقت" ليس كل تأجيل يمكن أن نطلق عليه تسويف أو مماطلة، ولكى نصف سلوك معين على انه تسويف لابد أن ينطبق على هذا السلوك أربع شروط مجتمعين فى نفس الوقت:

 

  • الشرط الأول: هو أن يكون لدى الشخص إلتزام تجاه المهمة التى يتكاسل عنها، على سبيل المثال الأعمال التى نكلف بها من قبل المديرين والتى يجب أن تنتهى فى وقت محدد.

 

  • الشرط الثانى: أن يكون لديك الوقت الكافى لإنجاز المهمة المطلوبة منك وعلى الرغم من ذلك تقوم بتأجيل العمل.

 

  • الشرط الثالث: أن يكون تأجيلك لعمل ما يزيد من تدهور الأمور، على سبيل المثال، أن كنت تعانى من مشكلة صحية، وتأجل بأستمرار ذهابك للطبيب مما قد يؤدى إلى تدهور حالتك الصحية.

 

  • الشرط الرابع: أن يختار الشخص تأجيل عمل ما بإرادته رغم عدم وجود ما يمنع من إنجاز هذا العمل.

 

 

لماذا نأجل المهام ونكون دائماً فى حالة تسويف ؟

 

السبب الرئيسى لوقوعنا فى فخ التسويف والمماطلة يأتى من أهتمامنا وتفضيلنا للمتع اللحظية أو الوقتية بدلاً من المتع المؤجلة أو التى تتطلب مجهود للحصول عليها، حتى وأن كان هذا الأمر مضر على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال أتباعنا لنظام غذائى صحى أو الإقلاع عن التدخين أمر مفيد لصحتنا ولكن يجد كثير من الأشخاص صعوبة تحقيق هذا الأمر وذلك يرجع لعدم وجود مكافأت لحظية عند إنجاز هذة الأمور.

 

ولذلك عندما نقرر أن نقلع عن أمر ما أو نضع خطة لإنجاز أمور معينة ويتطلب منا هذا وقت لتحقيقه، نختار التأجيل والأنشغال بأمور أخرى تجلب لنا متع لحظية بدلاً من المتعة المؤجلة التى سنحصل عليها عند إنجاز مهام المدى الطويل أو التى تتطلب وقت لتحقيقها.

 

ماذا نفعل لتجنب الكسل والتسويف ؟

 

يكمن الحل بشكل كبير فى الوعى بأضرار التسويف والمخاطر التى يمكن أن يسببها على المدى الطويل، فمثلاً أذا كنت تريد الإقلاع عن التدخين ودائماً تأجل هذة الخطوة لحبك للنكوتين والمتعة اللحظية التى تحصل عليها، فأعلم أن هذا الأمر على المدى البعيد سيسبب لك ضعف فى الرئتين وتدهور فى الحالة الصحية بشكل عام.

 

البعد عن الملهيات أمر ضرورى أيضاً للتغلب على التسويف، فحاول بقدر الأمكان أن تبتعد عن الأنشطة التى لا تفيدك وتفقدك الوقت بأستمرار كتصفح مواقع السوشيال ميديا المستمر على مدار اليوم وحاول أن تخصص وقت محدد للإطلاع على الأمور المهم فقط، وأعلم أن كثير من الأمور التى تضيع فيها وقتك والتى تحرص على متابعتها لا تفيدك على الأطلاق ولن تتأثر حياتك بتركها.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات